يعتبر الرجل مسؤولاً عن عدم الإنجاب بنسبة يُقدرها الطب بـ %40 وهي مساوية لنسبة المرأة. وللوراثة تأثير في خصوبة الرجل وفي تعداد الحيوانات المنوية لديه، لكن العلماء يعتقدون أن العوامل البيئية لها أيضاً تأثير. والملاحظ في السنوات الأخيرة أن نسبة كبيرة من الرجال في أنحاء العالم يتعرضون إلى تناقص في عدد الحيوانات المنوية
ويعزو العلماء هذه الظاهرة بالدرجة الأولى إلى المؤثرات البيئية، وفي ما يلي دليل مبسط لتحسين خصوبة الرجل ومقاومة مسببات العقم:
عامل الحرارة
هناك حكمة وراء وجود الأعضاء التناسلية الذكرية خارج الجسم وليس داخله. فلكي تعيش الحيوانات المنوية يجب أن تكون الخصيتان بدرجة حرارة أقل من حرارة الجسم، ووجودهما خارج الجسم يساعد على تبريدهما. لذلك فإن أي ظروف تؤدي إلى ارتفاع حرارة الخصيتين، تؤثر سلباً في تعداد الحيوانات المنوية وتؤدي إلى انخفاضه، ومن هذه الظروف:
* ارتداء ملابس داخلية ضيقة.
* الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة.
* الجلوس في ماء ساخن في الحمام.
فهذه الظروف تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الخصيتين، مما يؤدي إلى تلف الحيوانات المنوية. وقد أجريت أكثر من دراسة في إيطاليا حول تأثير الحرارة في الخصوبة، منها دراسة شملت 200 سائق تاكسي، كشفت عن انخفاض حاد في الحيوانات المنوية لديهم بسبب الجلوس لعدة ساعات في السيارة مع ارتداء سراويل الجينز الضيقة، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الخصيتين. وينصح الرجال عموما بممارسة الحركة أثناء العمل وعدم الجلوس المتواصل إلى الطاولة، وعدم ارتداء سراويل ضيقة ترفع حرارة المنطقة التناسلية، وعدم استخدام حمامات البخار (سونا) أو الجلوس لفترة طويلة في ماء ساخن. ويفضل استعمال الدوش والاستحمام وقوفاً.
التدخين
يؤدي الدخان إلى إتلاف أغشية الحيوانات المنوية، ويضعف حركتها وقدرتها على بلوغ البويضة واحداث التخصيب. كما ان الدخان يقضي على فيتامين C في الجسم والذي يعتبر ضرورياً لإنتاج الحيوانات المنوية. الأخطر من ذلك، أن المرأة الحامل التي تدخن، تدمر خصوبة جنينها إذا كان ذكراً، لأن الدخان يؤثر في الحامض النووي في الحيامن.
المواد الكيماوية والهورمونات
من النظريات الحالية في بريطانيا، أن سبب انخفاض خصوبة الرجال يعود إلى وجود الهرمونات الأنثوية المتأتية من حبوب منع الحمل في مياه الأنهار. وعلى الرغم من تصفية مياه الأنهار. إلا ان بعض العناصر، كالهورمونات، تظل عالقة فيها. أيضاً فإن كثرة استخدام المبيدات الزراعية المحتوية على مواد كيماوية Pesticides، ومواد التنظيف المنزلية والأقمشة الصناعية، يعتبر من اسباب انخفاض خصوبة الرجال لما لهذه المواد من تأثير سام على الحيامن.
الكحوليات
لهذه المشروبات تأثير سام يعرقل تكوين الحيوانات المنوية في جسم الرجل، لأنها تقلل مستوى هرمون التستسترون الذكري، بالاضافة الى إتلافها للمغذيات الأخرى في الجسم. وقد كشفت إحدى الدراسات عن أن %40 من الرجال العقيمين كان سبب عقمهم تناول الكحول. وأخطر أنواع الكحول على الحيوانات المنوية هي البيرة، لاحتوائهما على هرمون الاستروجين النباتي الذي يماثل الاستروجين الطبيعي في جسم المرأة من ناحية تأثيره الأنثوي المضاد للخصوبة الذكورية. وينصح الرجل بشرب الماء بكفاية كبديل للكحوليات، لأنه عنصر ضروري لإنتاج الحيامن الذكرية على أن يكون ماء نقياً غير معرض للاستروجين، مثل ماء الينابيع والأنهار غير الملوثة بمياه المجاري.
الغذاء و الرياضة
الغذاء الجيد له تأثير مباشر في صحة الحيامن. وينصح بالإكثار من الخضر والفاكهة الطازجة والبروتين (اللحوم والأسماك). وقد ينصحك الطبيب أيضاً بتناول حبوب فيتامينات C, D, E، لزيادة إنتاج الحيامن.
تراكم الرصاص في الجسم
وجد الباحثون في (مختبرات أبحاث الخصوبة) في نيويورك، ان تراكم الرصاص في الجسم يضعف الحيوانات المنوية. ويمكن ان يتراكم الرصاص بسبب الكسل وانعدام النشاط الرياضي، لذا ينصح الرجل بممارسة الرياضة غير العنيفة لمدة 20 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. ويستحسن عدم ممارسة تمارين عنيفة تؤدي إلى التعرق وارتفاع حرارة الجسم، لأن الحرارة تؤثر سلباً في الحيوانات المنوية كما أوضحنا آنفاً.
الإجهاد النفسي
وهو من العوامل التي تؤثر مباشرة في تعداد الحيوانات المنوية، ذلك لأن الاجهاد يجعل الجسم يفرز المزيد من هرمون الكورتيزول الذي يؤثر سلباً في توليد الحيامن.
القهوة
للقهوة مضارها المعروفة، لكن القليل منها يساعد على التركيز الذهني وتحفيز الجهاز العصبي. وبالنسبة للحيامن الذكرية تحديداً، فالقهوة لها تأثير إيجابي، لأن الكافيين في القهوة يحفز الحيامن، وهذا ما كشفت عنه دراسة برازيلية أجريت في جامعة سان باولو، لكن بالنسبة للمرأة فالقهوة تضر بخصوبتها وقد تسبب لها الإجهاض إذا تناولتها بإفراط. عموما لا ينصح الإنسان بتناول أكثر من ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة يومياً.